بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 ديسمبر 2012

لماذا قلت لا للدستور؟





على الرغم من وجود بعض المواد الممتازة في الدستور، إلا أنني رفضته لعدة أسباب منها تحصين اللجنة الدستورية بإعلان دستوري مما يوحي بأنه دستور جاء بـ"لوي الذراع"، إضافة إلى الأسباب التالية:

المادة (11)
ترعى الدولة الأخلاق والآداب والنظام العام، والمستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية، والحقائق العلمية، والثقافة العربية، والتراث التاريخى والحضارى للشعب؛ وذلك وفقا لما ينظمه القانون.

اعتراضي على المادة (11):
ما المقصود برعاية الدولة للحقائق العلمية؟ مثلاً أن ترعى الدولة أن (الشمس تشرق من جهة الشرق أو أن الحديد يتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة) ؟
أعتقد أن المقصود هو رعاية البحث العلمي. هل هذه صياغة الدستور المصري الذي نتمناه؟!!!!!

ملاحظة: لفت انتباهي إلى هذه المادة (Karim EL CHAZLI باحث دكتوراه وقائم بالتدريس بجامعة السوربون).

**********************************************

المادة (62)
الرعاية الصحية حق لكل مواطن، تخصص له الدولة نسبة كافية من الناتج القومى.
وتلتزم الدولة بتوفير خدمات الرعاية الصحية، والتأمين الصحى وفق نظام عادل عالى الجودة، ويكون ذلك بالمجان لغير القادرين.
وتلتزم جميع المنشآت الصحية بتقديم العلاج الطبى بأشكاله المختلفة لكل مواطن فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة
وتشرف الدولة على كافة المنشآت الصحية، وتتحقق من جودة خدماتها، وتراقب جميع المواد والمنتجات ووسائل الدعاية المتصلة بالصحة؛ وتصدر التشريعات وتتخذ كافة التدابير التى تحقق هذه الرقابة.

اعتراضي على المادة (62):
لم يحدد الدستور من هم غير القادرين. وكيف لي أن أعرف إذا كنت من غير القادرين أم لا؟ وهل سيجب على المواطن إثبات أنه من غير القادرين حتى يستحق العلاج؟!!!!!!!

**********************************************

المادة (113)
يشكل مجلس النواب من عدد لا يقل عن ثلاثمائة وخمسين عضوا، ينتخبون بالاقتراع العام السرى المباشر.
ويشترط فى المترشح لعضوية مجلس النواب أن يكون مصريا، متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، حاصلا على شهادة إتمام التعليم الأساسى على الأقل، وألا تقل سنه، يوم فتح باب الترشح، عن خمس وعشرين سنة ميلادية.
ويبين القانون شروط العضوية الأخرى، ونظام الانتخاب، وتقسيم الدوائر الانتخابية بما يراعى التمثيل العادل للسكان والمحافظات.

المادة (129)
يشترط فى المترشح لعضوية مجلس الشورى أن يكون مصريا، متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، حاصلا على إحدى شهادات التعليم العالى على الأقل، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن خمس وثلاثين سنة.
ويبين القانون شروط العضوية الأخرى، وأحكام الانتخاب، وتقسيم الدوائر الانتخابية.

اعتراضي على المادتين (113) و (129):
عضو مجلس النواب المسؤول عن التشريع ومراقبة الحكومة يجب أن يكون حاصل على الإعدادية كحد أدني، بينما عضو مجلس الشورى الذي طالب معظم المصريين بإلغائه ( لأنه عبء على ميزانية الدولة مقارنة بدوره في إثراء الحياة السياسية والتشريعية للمصريين ) يجب أن يكون حاصلاً على إحدى شهادات التعليم العالي على الأقل!!!!!!!!!!!!!!!!
بمعنى المسؤول عن التشريع والرقابة معاه إعدادية، واللي بيساعده معاه مؤهل عالي!!!!!!!!!!!!!!!!

**********************************************

المادة (128)
يشكل مجلس الشورى من عدد لا يقل عن مائة وخمسين عضوا، ينتخبون بالاقتراع العام السرى المباشر. ويجوز لرئيس الجمهورية أن يعين عددا لا يزيد على عُشر عدد الأعضاء المنتخبين .

اعتراضي على (المادة 128): لماذا يعين الرئيس عُشر عدد الأعضاء المنتخبين لمجلس الشورى؟ الأفضل يعينهم كلهم ويريحنا. لماذا ننتخب من الأساس لما ممكن الرئيس يعين الأعضاء؟!!!!!!!

**********************************************

المادة (153)
إذا قام مانع مؤقت يحول دون مباشرة رئيس الجمهورية لسلطاته حل محله رئيس مجلس الوزراء.
وعند خلو منصب رئيس الجمهورية؛ للاستقالة أو الوفاة أو العجز الدائم عن العمل أو لأى سبب آخر، يعلن مجلس النواب خلو المنصب ويخطر المفوضية الوطنية للانتخابات، ويباشر رئيس مجلس النواب مؤقتا سلطات رئيس الجمهورية.
ويحل مجلس الشورى ورئيسه محل مجلس النواب ورئيسه فيما تقدم فى حالة حل مجلس النواب.
وفى جميع الأحوال يجب أن ينتخب الرئيس الجديد فى مدة لا تجاوز تسعين يوما من تاريخ خلو المنصب.
ولا يجوز للقائم بأعمال الرئيس أن يترشح لهذا المنصب، ولا أن يطلب تعديل الدستور، ولا أن يحل مجلس النواب، ولا أن يقيل الحكومة.

اعتراضي على (المادة 153):
أين منصب نائب الرئيس الذي يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي عند حدوث ما يمنع الرئيس من أداء عمله؟!!!!!!!!!

**********************************************

المادة (147)
يعين رئيس الجمهورية الموظفين المدنيين والعسكريين ويعزلهم، ويعين الممثلين السياسيين للدولة ويقيلهم، ويعتمد الممثلين السياسيين للدول والهيئات الأجنبية؛ على النحو الذى ينظمه القانون.

اعتراضي على المادة (147):
معنى ذلك أن الرئيس هو الذي يعين رؤساء الأجهزة الرقابية. كيف تعين السلطة التنفيذية من سيراقب أداءها؟!!!!!!!!!!!!!

**********************************************

إضافة إلى الأسباب السابقة، حدد الدستور الحد الأدنى من المؤهلات العلمية لأعضاء مجلسي النواب والشورى، بينما لم يحدد الحد الأدني منها لرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو الوزراء مما سيفتح الباب أمام تعيين معدومي الكفاءة كما حدث أيام الرئيس المخلوع بتعيين المغربي وزيرا للإسكان مع أنه كان حاصلاً على ثانوية عامة!!!!!!. كما أنه سيفتح الباب أمام مهزلة جديدة عند فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية كما حدث بعد زوال الرئيس المخلوع.

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

الدكتور/ محمد المخزنجي ينشر تعليقي بعنوان «جماعات إسلامية.. أم جماعات انفصالية» ضمن مقاله الأسبوعي بجريدة الشروق يوم الخميس 13/12/2012

لا تسعفني الكلمات في التعبير عن شكري وتقديري للأديب والصحفي الكبير الدكتور/ محمد المخزنجي على نشر تعليقي بعنوان "جماعات إسلامية.. أم جماعات انفصالية" كاملاً بين ثنايا مقاله الأسبوعي بجريدة الشروق مما أضاف لهذا التعليق قيمة أشرف وأفتخر بها.


الجمعة، 7 ديسمبر 2012

الحاجة لمجلس حكماء






تعلمت مما نمر به الآن أن السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة وأن منصب الرئيس هو قوة قد تكون نافعة وقد تكون ضارة، ويتوقف النفع أو الضرر منها على شخص الرئيس. تعلمت أنه لابد من وجود ما يدعم هذه القوة إذا اتجهت 
نحو النفع، ولا بد من وجود ما يحمينا منها إذا توجهت نحو الضرر.

أرى أن أحد وسائل تقليل آثار هذه القوة إذا بدأت تتجه لإلحاق الضرر بأمن واستقرار الدولة هو إنشاء مجلس للحكماء، وأتصور من وجهة نظري أنه سيكون كالتالي:

• يتكون من عدد بسيط جداً من أفضل الشخصيات التي يقترحها وينتخبها الشعب لتكوين مجلس الحكماء.

• هذه الشخصيات لن يكون من حقها الترشح لمنصب الرئيس أو أي منصب عام في الدولة.

• إحدى وظائف مجلس الحكماء هي متابعة أداء الرئيس وتقديم النصائح -الغير ملزمة- له ولفت انتباهه في حال اتخاذ قرارات تهدد أمن واستقرار البلد.

• الوظيفة الرئيسية للمجلس هي أنه في حال استمرار الرئيس في اتخاذ قرارات تلحق أضراراً بالغة بالبلاد، فمن حق هذا المجلس الدعوة لاستفتاء شعبي على استمرار الرئيس في عمله.

• في حال موافقة الشعب على استمرار الرئيس في عمله، يتم حل مجلس الحكماء وانتخاب مجلس جديد لأن المجلس في هذه الحالة غير صالح لتقدير المواقف.

• في حال رفض الشعب لاستمرار الرئيس في عمله ، يتم الدعوة لانتخابات رئاسية لانتخاب رئيس جديد مع استمرار مجلس الحكماء في عمله.

الخميس، 6 ديسمبر 2012

جماعات إسلامية . . أم جماعات انفصالية


ماذا كان يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال "يد الله مع الجماعة"؟ هل كان يقصد جماعة الإخوان المسلمين أم جماعة السلفيين ...الخ، أم كان يقصد جماعة المسلمين الكبرى التي تضم جميع المسلمين بما فيها المسلمين المنتمين لهذه الجماعات بصفتهم كمسلمين وليس بانتمائهم لهذه الجماعات؟

من وجهة نظري، أرى أنه في الإسلام لا توجد إلا جماعة واحدة تُظل في ظلها كل من شهد بأنه "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" سواء كان صالحاً أم عاصياً. هذه الجماعة ترى المسلم كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه." المسلمون في هذه الجماعة قد يختلفون في الآراء، لكن لا يقتل بعضهم بعضاً. فعن أبي بَكرَةَ نُفيع بنِ الحارثِ الثقفيِّ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ: (إِذَا التَقَى المُسلِمَان بسَيْفَيهِمَا فالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ في النّارِ) قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ ، هذا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المقْتُولِ؟ قَالَ: ( إنَّهُ كَانَ حَريصاً عَلَى قتلِ صَاحِبهِ).

إذن جميع المسلمين هم إخوان، والأُخوة هي صفة جامعة لجميع المسلمين، وعندما تنفصل جماعة من المسلمين وتسمي نفسها "الأخوان المسلمين" فهي قد اغتصبت لنفسها حقا ليس من حقوقها وهو الاسم الذي أطلقته على نفسها لأن هذا الاسم يشمل جميع المسلمين ولا يحق لجماعة تنفصل عن الجماعة الكبرى للمسلمين أن تسمي نفسها باسم هو في حقيقته صفة لجميع المسلمين وليس ملكاً لهذه الجماعة.

جماعة الإخوان المسلمين  الحقيقية التي تشمل جميع المسلمين هي جماعة  تتبع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة والعمل،أي أنها جماعة من الإخوان الذين يتبعون منهج السلف كما طبقه الرسول والصحابة. وعندما تنفصل جماعة من المسلمين عن هذه الجماعة الكبرى وتسمي نفسها الجماعة السلفية، فهي قد اغتصبت لنفسها حقاً يخص جميع المسلمين وهو مسمى الجماعة السلفية لأنه صفة من صفات جماعة المسلمين الكبرى التي تضم جميع المسلمين.

قس على ذلك باقي الجماعات التي تنفصل عن جماعة المسلمين الكبرى والتي تتميز بأن جميع المسلمين فيها إخوان يتبعون منهج السلف في العقيدة والعمل ويسعون إلى الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

أحد مشكلات هذه الجماعات الانفصالية أنها ترى جانباً واحداً فقط من خصائص جماعة المسلمين الكبرى كما هو واضح من أسماء هذه الجماعات، فتدفعها هذه الرؤية الغير كاملة إلى الدخول في صراع مع باقي الجماعات لكي تثبت أنها على الصواب وباقي الجماعات الانفصالية الأخرى على خطأ. وقد يتطور هذا الصراع إلى محاولة تشويه كل جماعة للأخرى وفي بعض الأحيان قد يصل إلى حد تكفيرها.

الطامة الكبرى تحدث عندما تدخل إحدى هذه الجماعات الانفصالية في صراع مع إخوانهم من جماعة المسلمين الكبرى. في هذه الحالة ترى الجماعة الانفصالية أنها هي فقط التي تمثل الإسلام وما عداها فهو باطل. هذه الرؤية الضالة تجعلهم يبررون قتل إخوانهم من جماعة المسلمين الكبرى بقولهم: "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار."

إن أهم ما يميز جماعة الإخوان المسلمين الحقيقية التي تشمل جميع المسلمين أن التنافس فيها مشروع لإرضاء الله عز وجل، والتنافس لا يكون بالانفصال عن جماعة المسلمين الكبرى أو محاولة إطلاق الأسماء الرنانة على هذه الجماعات المنفصلة، بل يكون التنافس بالعمل الصالح لصالح المسلمين جميعاً. فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال : جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والعباس جالس عن يمينه ، وفاطمة - رضي الله عنها - عن يساره ، فقال : " يا فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعملي لله خيرا ; فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة".

التنافس لرفعة شأن المسلمين له أدوات ووسائل ليس من بينها هضم حقوق غير المسلمين،فعلى النقيض من ذلك، جماعة المسلمين الكبرى هي جماعة تسعى لإرساء قيم العدل واحترام حقوق غير المسلمين. يقول تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)) سورة الممتحنة
ويقول تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)) سورة المائدة

جماعة المسلمين الكبرى هي جماعة تضع يدها في يد كل من يسعى للبناء والتقدم اللذين هما مطلب لكل البشرية، هي جماعة لا تنغلق على نفسها، بل تدور في فلك الإنسانية الرحب، تتعاون مع غيرها لعمارة الأرض التي استخلفنا الله عز وجل عليها. يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) سورة الحجرات