بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 ديسمبر 2011


يعلم معظمنا أن نظام تقييم أداء ضباط الشرطة قبل ثورة 25 يناير كان معتمداً على كم القضايا التي ينجزها الضباط وكان هذا النظام دافعاً لعدد من الضباط -منزوعي الضمير- إلى "فبركة" أو "تلفيق" قضايا إلى مواطنين قد يكونوا أبرياء أو مشتبه بهم ولكنهم ليسوا مجرمين.
فالنظام السابق كان يفترض أنه كلما زاد عدد ملفات القضايا المنجزة، كان ذلك دليلاً على كفاءة جهاز الشرطة مع أن العكس صحيح، فكلما قامت الشرطة بتوفير الأمان للمواطنين كان ذلك دليلاً على نجاح جهاز الشرطة وسيترتب عليه قلة عدد ملفات القضايا.
من وجهة نظري أرى إعادة النظر في نظام تقييم أداء ضباط الشرطة بحيث يكون معتمداً على نوعية ما تقوم به الشرطة من توفير الأمان للمواطنين. وأقترح إنشاء هيئة تتبع وزارة العدل يكون هدفها تقييم أداء ضباط الشرطة من حيث قيامهم بتوفير الأمان وحسن التعامل مع المواطنين والتحقيق في أي تجاوزات قد يقوموا بها ضد المواطنين. ويمكن لهذه الهيئة عمل استبيانات بصورة دورية لاستطلاع آراء المواطنين في قيام الشرطة بأداء عملها في المناطق المكلفة بحمايتها. وبُناءً على هذه الاستبيانات يتم تقييم كفاءة ضباط الشرطة. أعتقد أنه في هذه الحالة سيكون هدف الشرطة هو توفير الأمان للمواطنين ومنع الجريمة قبل حدوثها.

هو أحد الأوامر التي يتلقاها الجنود وهي تعني حركة الأرجل كمحاكاة للسير في نفس مكان الوقوف. يبدو أن هذا الأمر قد أعطاه المخلوع للقيادة التي ستخلفه في قيادة مصر. مرت تسعة أشهر كاملة حملت فيها مصر الأمل الذي لم يولد بعد وأدعو الله ألا يكون حملاً كاذبا.

كتبت الموضوع التالي على أحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 10/2/2011 م، كنت أحلم بتحسن أحوال مصر بع سقوط نظام المخلوع، ولكن يبدو أنه قد قام بنسخ نفسه في كافة أنظمة الدولة مثل الدودة التي تنسخ نفسها في أجهزة الكمبيوتر حتى تصيبها بالشلل التام، أدعو الله أن نتمكن من تثبيت مكافح فيروسات قوي يتمثل في حكومة لها القدرة على القضاء على كافة أنواع الفيروسات التي تعوق عمل النظام الحالي.

بداية الموضوع:

ماذا لو كان جنود الأمن المركزي من خريجي الجامعات؟

بينما يعيش شباب مصر في القرن الحادي والعشرين بكل معطياته التقنية، لا يزال نظامها الأمني قابعاً في كهوف من الظلم والاستبداد حفرتها العقول المتحجرة لهذا النظام. هذا النظام الذي يرى في قمع المواطنين حلاً لكل مشاكل الوطن. هذا النظام الذي استعان بقوة ضخمة من جنود الأمن المركزي لوأد الحياة الكريمة لمواطنيه.

إذا سألت مواطناً عادياً في الشارع عن الطريقة التي يتم بها اختيار جنود الأمن المركزي سيجيبك ببساطة أن مجموعة الأفراد المرشحين ليكونوا جنوداً بالأمن المركزي يقفون صفا ثم يطلب منهم الضابط بصوت جهوري: "اللي بيعرف يقرا ويكتب يتحرك ناحية اليمين واللي ما بيعرفش يقرا ويكتب يتحرك ناحية الشمال." فتتحرك مجموعة ناحية اليمين ومجموعة ناحية اليسار وتتبقى مجموعة في المنتصف: هذه المجموعة لا تستطيع أن تميز إن كانت تستطيع القراءة والكتابة أم لا. هذه المجموعة هي المطلوبة للالتحاق بالأمن المركزي!!

بالتأكيد هذا الكلام مبالغ فيه بعض الشيئ، ونحن لا نقلل من جنود الأمن المركزي لأنهم مصريون وسنجد منهم من لا يرضى عما يأمره به ضباطهم ولكنهم ملتزمون بتنفيذ الأوامر. سنجد منهم من حالت ظروف المعيشة الصعبة دون الالتحاق بالتعليم.

أساس المشكلة هو النظام الأمني الذي يضع قاعدة لاختيار جنود الأمن المركزي من غير المتعلمين مع العلم بأنهم سيتعاملون مع مواطنين مسالمين منهم القضاة والأطباء والمهندسون والمعلمون وغيرهم من كافة فئات المجتمع في مواقف حرجة تقتضي الحكمة في التعامل.

ماذا لو كان جنود الأمن المركزي الذين تعاملوا مع المتظاهرين في ثورة 25 يناير من خريجي الجامعات؟ هل كانوا سينفذون الأوامر بسحل المتظاهرين ودهسهم بسيارات الشرطة؟ هل كانوا سينفذون الأوامر بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي؟ هل كانوا سينفذون الأوامر بالانسحاب وترك المنشآت الحيوية للوطن بدون حماية؟

أتصور لو كان جنود الأمن المركزي من المتعلمين لما كانت خسائرنا البشرية والمادية في ثورة 25 يناير بهذه البشاعة. أقتنع تماماً بأن الجهاز الأمني السابق قد خدع جنود الأمن المركزي بأن صور لهم بأن المتظاهرين مخربون ومعتدون وإذا لم يقهروهم فإن المتظاهرين سيفتكون بهم. لقد حول النظام التظاهرات إلى صراع من أجل البقاء بين الجنود والمتظاهرين: "اقضوا على المتظاهرين وإلا سيقضوا عليكم."

أتطلع في المرحلة المقبلة أن تتم إعادة هيكلة القوة البشرية في الأمن المركزي بحيث يضم جنودا من كافة فئات الشباب كما يحدث مع جنود الجيش حيث منهم الحاصل على بكالوريوس أو دبلوم أو لم يكمل تعليمه. وإذا كان جنود الأمن المركزي يتعاملون مع مواطنين مسالمين لهم حقوق ومطالب مشروعة، فلماذا لا يكونوا جميعاً من خريجي الجامعات؟ نهاية الموضوع عندما أعدت قراءة الموضوع مرة أخرى وقارنت ما قامت به قوات الأمن في ميدان التحرير أيقنت أننا نسير محلك سر بمنتهى الكفاءة والنموذجية والإبداع.

إذا كان معظم الشعب المصري غير راضٍ على الإطلاق عن أداء المجلس العسكري، فعدم الرضا نفسه بالضرورة ينسحب ليشمل الكثيرين من المنتسبين للمؤسسة العسكرية لأنهم جزء من الشعب المصري وبالتأكيد يشعرون بما يشعر به معظم المصريين من خيبة الأمل تجاه أداء المجلس العسكري في قيادة مصر، وأخشى أن يتحول عدم الرضا من قبل المنتسبين للمؤسسة العسكرية إلى صراع لا يُحمد عقباه. اللهم نسألك السلامة لمصر.

محمد عبد ربه يكتب: أنا مسلم.. إذن أنا إخواني وسلفي ومُبلغ وداعي - منبر الشروق

أنا مسلم أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الكبرى التي تضم جميع المسلمين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-،بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ.) إذن جميع المسلمين أخوة ولا يحق لفئة من المسلمين أن تخص نفسها بمسمى يشمل جميع المسلمين لأنها -ضمنياً - تخرج باقي المسلمين الذين لا ينتمون لهذه الفئة من مظلة الأخوة التي تشملهم جميعاً. فليس من حق فئة من المسلمين أن تسمي نفسها "الإخوان المسلمين" لأن هذه الفئة هي "جماعة من الإخوان المسلمين" وليسوا كل "الإخوان المسلمين".

والإخوة في الإسلام لا تعني التحيز الأعمى لباقي المسلمين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.)

أنا مسلم أنتمي للجماعة السلفية الكبرى التي تشمل جميع المسلمين، فجميع المسلمين مطالبون باتباع منهج القرآن والسنة بفهم النبي وصحابته، فجميع المسلمين سلفيون وبالتالي لا يحق لفئة من المسلمين أن تخص نفسها باسم يشمل جميع المسلمين.

وإذا كانت السلفية منهجاً وليست جماعة فلماذا أنشأوا أحزاباً سياسية تعبر عن أتباع هذا المنهج ولم ينخرطوا في الحياة السياسية بشكل عام، وهل من الصالح للإسلام أن يقوم أتباع المذهب الشافعي أو المالكي أو غيرها من المذاهب بإنشاء أحزاب ومساجد خاصة بأتباع هذه المذاهب؟

إن كون المسلمين سلفيين يتبعون منهج القرآن والسنة بفهم النبي وصحابته يتطلب منهم تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة والاستعداد للآخرة، فالحكمة تقتضي أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً وأن نعمل للآخرة كأننا سنموت غداً، كما يتطلب أيضاً إنشاء حضارة نقية طاهرة يتحقق فيها العدل والمساواة بين جميع المواطنين دون تمييز.

أنا مسلم أنتمي لجماعة التبليغ والدعوة التي تشمل جميع المسلمين، فالله عز وجل يقول (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل). فكل مسلم مطالب بأن يدعو إلى الله عز وجل بأفعاله قبل أقواله، فالإسلام قد انتشر في دول شرق آسيا عن طريق الأمانة والصدق اللذين تعامل بهما التجار العرب خلال سفرهم لهذه الدول وكانوا سبباً في دخول هذه البلاد إلى الإسلام. فالمسلم يدعو إلى الله بسلوكه الشخصي وبأقواله أيضاً دون تدخل منفر في شؤون الآخرين، فكل مسلم هو داعي إلى الله عز وجل، وبالتالي ليس من حق فئة من المسلمين أن تخص نفسها باسم يشمل جميع المسلمين.

أدعو الله عز وجل أن أرى المسلمين صفاً واحداً دون انقسام إلى فئات أو جماعات أو مذاهب تفكك وحدتهم، فجماعة المسلمين الكبرى التي تشمل جميع المسلمين هي جماعة متماسكة جميع المسلمين فيها إخوان يتبعون منهج القرآن والسنة والسلف الصالح ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ينفتحون على العالم ولا ينغلقون على أنفسهم. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) سورة الحجرات)

عندما يرى الأب صراعاً بين اثنين من أبنائه ويرى أحدهما ممسكاً بسكين ويحاول قتل أخيه ولا يتدخل لفض هذا الصراع، هل يكون هذا الأب محايداً أم يكون ساكتاً عن الحق وشريكاً في حدوث هذه الجريمة؟

هل كان المجلس العسكري محايداً عندما ترك فئة مسلحة تعتدي على فئة مسالمة في موقعة الجمل أم كان ساكتاً عن الحق؟ فرق شاسع بين الحياد والسكوت عن الحق. لو منع المجلس العسكري مهزلة موقعة الجمل من الاستمرار بعد تأكده من اعتداء أنصار مبارك المسلحين على المتظاهرين المسالمين لما جرأ بلطجي على إشهار سلاحه في وجه مواطن مسالم.

المجلس العسكري هو رب بيت الدولة المصرية حالياً وهو راعٍ ومسؤول عن رعيته:

عندما يرى الأوضاع الأمنية منفلتة ولا يقوم باتخاذ خطوات تحسن من الحالة الأمنية وهو قادر على القيام بذلك مثل اختيار قيادة أكفأ من القيادة الحالية فهذا ليس حياداً، بل سكوت عن الحق وهو مسؤول أمام الله عز وجل عن كل من يتعرض للسرقة أو القتل أو غيرها من الجرائم التي تفشت بسبب هذا الانفلات الأمني.

عندما يرى الاقتصاد المصري ينهار ولا يقوم بتغيير الحكومة المسؤولة عن ذلك وهو على علم بأن مصر فيها من الكفاءات من يستطيع أن يعبر هذه المرحلة الانتقالية بأقل خسائر، فهذا ليس حياداً، بل سكوت عن الحق وهو مسؤول أمام الله عز وجل عن كل جائع أو عاطل أو مريض يعاني بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية.

عندما يرى الفوضى في الجامعات المصرية ولا يتدخل مع أنه يستطيع تحقيق الاستقرار في الجامعات بقرارات بسيطة، فهذا ليس حياداً، بل سكوت عن الحق وهو مسؤول أمام الله عز وجل عن كل يوم يمر على الطلاب بلا دراسة بسبب إصرار القيادات التي أتت عن طريق أمن الدولة السابق على البقاء في مواقعها.

لقد اختار المجلس العسكري طواعية أن يكون مسؤولاً عن مصر في هذه الفترة، وبالتالي فهو ليس محايداً، بل مسؤول مسؤولية كاملة عن أي خلل تعيشه مصر في هذه الفترة ما دام اختار السكوت عن الحق ورآه حياداً.

أتمنى أن يقوم المجلس العسكري بدوره في قيادة السفينة إلى بر الأمان، فالأمواج العاتية والعواصف لا يجدي معها الحياد، بل يجدي معها المقاومة واتخاذ المواقف.

ملاحظة: أتوجه بهذا النقد للمجلس العسكري الذي يمثل القيادة السياسية لمصر في المرحلة الانتقالية خوفاً على مصر وحرصاً على سمعة المؤسسة العسكرية التي هي جزء من مصر، ولا تخص المجلس العسكري وحده، بل تخص كل مصري والتي نكن لها كل تقدير واحترام.

إذا كنا مجتمعاً شرقياً متديناً - مسلمين ومسيحيين- فلماذا نصر أن نحول بلدنا إلى كباريه كبير لجذب السياح. لو شاهدنا بتركيز إعلانات السياحة قبل 25 يناير سنجد أنها تصلح دعاية لكباريه وليست دعاية لبلد ذوحضارة تضرب جذورها في الماضي وتمتد فروعها في الحاضر والمستقبل.

لماذا نُصر أن تكون الخمور والملاهي الليلية وصالات القمار هي مدخلنا إلى تنشيط السياحة في مصر؟!

لماذا لا يكون مدخلنا لتنشيط السياحة معتمداً على توفير مناخ صحي من النقاهة والثقافة والرقي؟ يمكننا تنشيط السياحة بعدة وسائل منها:

· أن نجعل مصر واحة للاستشفاء من آفات المجتماعات الغربية مثل الخمور والقمار مع الاستمتاع باستكشاف الحضارة المصرية القديمة ومعايشة حضارتنا الحديثة التي نشيدها في العصر الحديث.

· أن نتوسع في السياحة العلاجية حيث لدينا من الموارد والأماكن ذات الطبيعة الرائعة التي تؤهلنا لنصبح رواداً في هذا المجال.

· أن يكون شعارنا في تنشيط السياحة هو "سياحة بلا معصية" بأن نتبنى منهجاً وسطياً في التعامل مع السياح بلا إفراط أو تفريط، على سبيل المثال يمكن أن نحث السياح على لبس الملابس التي تستر أكثر مما تكشف مراعاة لطبيعة شعب مصر المتدين بطبعه مسلمين ومسيحيين.

· أن ندعو السياح لزيارة مصر لإحداث تغيير إيجابي في حياتهم وتجربة حياة جديدة نقية بلا خمور أو قمار مع الاستمتاع بروعة وسحر الطبيعة في مصر والاستمتاع بتراثها التاريخي, وأن نوضح لهم بأن طبيعة الشعب المصري المتدين تتفق على النقاء والطهارة النابعة من جوهر الأديان السماوية.

· أن نضع ضوابط لصناعة السياحة في مصر تجعل السائح يتمنى العودة لمصر مرات أخرى عن طريق حسن التعامل وتحقيق الأمن، وإبعاد الدخلاء عن مهنة السياحة الذين يسيئون لسمعة مصر، وقصر العمل في مجال السياحة على المحترفين الذين درسوا هذه الصناعة.

· أن نتبنى منهجاً متميزاً للسياحة في الشرق يرضي السائح ويرضي الخالق.

لا شك أن السياحة بوضعها الحالي تدر دخلاً كبيراً لمصر، لكن جزء من هذا الدخل يأتي من مصدر حرام نتيجة إباحة الخمور والقمار.

هل نقبل نحن المصريين – مسلمين ومسيحيين - كشعب متدين أن يكون جزء من مصدر دخلنا من مصدر يغضب الله عز وجل؟

لو زارك ضيف وأنت تعلم أنه يحب شرب الخمر هل ستقدمها له لأن إكرام الضيف واجب؟

لماذا يجب أن نكون دائماً تابعين للغرب؟ يشربون الخمور .. نقدمها لهم. يلعبون القمار.. ننشئ لهم صالات القمار. ولكن إذا منعوا هذه الأوبئة في بلادهم سنقتنع في هذه الحالة بخطورتها وسنمنعها في بلادنا.

لماذا نمنع المخدرات ونبيح تناول الخمور مع أن كلاهما يُذهب العقل ويسبب أضراراً صحية جسيمة؟ هل لأننا تابعون للغرب ونكتفي بالتبعية فقط؟

لماذا لا نكون بادئين ورواداً في إقامة حضارة نقية طاهرة. حضارة تقوم على تكريم العقل بدلاً من تدنيسه بالمُسكرات. حضارة تحترم العمل كسبب مقدس لكسب الرزق بدلاً من تيسير القمار.

حضارة ترتقي بضيوف مصر بدلاً من أن تتدنى بهم. حضارة تسعى لإرضاء الرزاق الوهاب الذي –حتماً- سيبارك لو قلت الأرزاق.

أثبتت ثورة 25 يناير العظيمة أن مصر تستطيع أن تستوعب كافة أطياف الفكر السياسي ما دامت جميعها تعمل لصالح مصر، بينما لا يمكنها أن تستوعب طيفان سياسيان يتنازعان من أجل مصالحهما الشخصية فقط.

وستثبت هذه الثورة المباركة – عند اكتمال نجاحها – أن مصر قادرة على توفير الحياة الكريمة لجميع سكانها ولو كانوا أضعاف العدد الحالي، بينما لا تستطيع أن تشبع أطماع شخص واحد فيها.

نجحت الثورة حين تسلحت بسلاحي السلمية والمدنية وقهرت بهما جبروت النظام السابق.. نجحت حين رفضت الشعارات الحزبية أو الدينية.

فمن المُسَلَّم به أن مفهوم الدولة الدينية التي تتبنى ديناً معيناً أو مذهباً دينياً معيناً وتتجاهل غيره من الأديان أو المذاهب سوف تؤدي إلى الاحتقان الطائفي بين مواطنيها.

ومن المُسَلَّم به أيضاً أن مفهوم الدولة المدنية التي تترك عنان الحريات لأفرادها سوف تصاب بأمراض وآفات اجتماعية خطيرة. فأنظمة الدول الغربية التي تهتم بالفرد على أساس أنه وحدة بناء المجتمع وتترك له الحريات المطلقة قد أصيبت بأمراض اجتماعية خطيرة أبرزها التفكك الأسري، كما أن الإباحية الجنسية في هذه المجتمعات قد أدت لظهور وانتشار أمراض لم نعرفها من قبل.

إذا كنا نتطلع إلى بناء دولة مترابطة سوية، فمن وجهة نظري يجب أن تكون هذه الدولة مدنية متدينة: دولة تقوم على العدل والمساواة بين جميع المواطنين.. دولة تحترم الأديان السماوية ولا تُميز بين أتباع دين وآخر.. دولة تهتم بالأسرة – وليس الفرد -على أساس أنها وحدة بناء المجتمع .. دولة تحيط نفسها بسياج من القيم الخلقية النابعة من جوهر الأديان السماوية.. دولة تُتيح الحريات لكل مواطن بما لا يمثل اعتداءاً على حريات باقي المواطنين.. دولة تتيح الحريات لمواطنيها في إطار غير إباحي بما يحفظ القيم الخلقية للمجتمع ويعمل على دعمها.. دولة تستقي مصادر تشريعها من الأديان السماوية، فالأديان السماوية كلها قد خرجت من مشكاة واحدة وكلها تتفق في القيم الخلقية التي يجب أن نتمسك بها حتى نحقق معادلة النجاح: حرية بلا مفاسد.

من وجهة نظري أرى أن التوجه نحو الدولة المدنية المتدينة هو أساس نهضة مصر، والمقصود بتدين الدولة هو إقامة العدل الذي تنادي به الأديان السماوية بين كافة المواطنين وذلك باشتقاق كافة الأحكام القضائية من الشرائع السماوية. وأرى أنه يمكن تحقيق ذلك عن طريق التأكيد على:

1. جمهورية مصر العربية هي دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

2. تعترف جمهورية مصر العربية بالأديان السماوية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، ولا تميز بين أتباع دين وآخر.

3. الأديان السماوية هي المصدر الرئيسي للتشريع وتنبثق منها أحكام القضاء كالتالي:

ما اتفقت عليه الأديان السماوية فيما يتعلق بأحكام القضاء (باستثناء قوانين الأسرة) يتم تطبيقه مباشرة وما اختلفت عليه يتم طرحه للاستفتاء بين المواطنين.

4. القوانين المتعلقة بالأسرة تكون كالتالي:

قوانين الأسرة المنظمة للزواج والطلاق وغيرها من قضايا الأسرة لأتباع الدين الواحد تنبثق من هذا الدين ولا يجوز فرض القوانين المنبثقة من دين معين على أتباع دين آخر.

قد يعترض بعض المسلمين على الاقتراح السابق لأنه لم يتم ذكر الإسلام بأنه المصدر الرئيسي للتشريع، ولكن الاقتراح يضمن أن تكون الشريعة الإسلامية مطبقة فعلاً وليست كمجرد نص في الدستور لأن ما اتفقت عليه الأديان السماوية سيطبق فعلاً وعند طرح نقاط الاختلاف للاستفتاء فإن الأغلبية المسلمة ستختار ما يتفق مع الشريعة الإسلامية وبالتالي سيكون الإسلام فعلاً -وليس نصاً فقط- هو المصدر الرئيسي للتشريع.

قد يعترض بعض المسيحيين على الاقتراح السابق لأنه في حال طرح نقاط الاختلاف للاستفتاء، فإن الأغلبية المسلمة ستختار ما يتفق مع الشريعة الإسلامية. لكن الاقتراح يتضمن أن قوانين الأسرة للمسيحيين تنبع من الدين المسيحي.

كما أنه من المعروف للجميع أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين الأديان السماوية في معظم ما حرمته أو أباحته هذه الأديان. فالأديان السماوية تتفق على تحريم القتل بغير حق والزنا والسرقة وشرب الخمر وغيرها من المحرمات المشتركة بين الأديان السماوية.

قد يعترض البعض على أن الأحكام المنبثقة من الشرائع السماوية تقوم على القصاص حيث يراه البعض عقوبة قاسية وغير آدمية، مع أنه لو تم حساب المسألة بالعقل لوجدنا التالي:

لو فقأ شخص عينيك متعمداً وفقدت نعمة البصر تماماً، ماذا تراه عدلاً في الحكمين التاليين:

الأول: أن يحكم على الجاني بالسجن بضع سنوات لإحداثه عاهة مستديمة بك، حيث سيظل يتمتع ببصره ويأكل ويشرب ويعيش حياته العادية في السجن وبعد أن يخرج منه.

الثاني: إعطاءك حرية الاختيار بين فقأ عينيه مثلما فعل معك أو دفع دية (مقابل مادي) لك مقابل عفوك عنه؟

في حالة الاختيار الثاني تحثك الشريعة الإسلامية على العفو مع أنه ليس عليك وزر في حالة تمسكت بحقك في القصاص. يقول تعالى" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) سورة الشورى

كما أن القصاص يجعل الجاني يفكر ألف مرة قبل ارتكاب جريمته لأنه يعلم أن نفس الضرر الذي لحق بالمجني عليه سيلحق به وبالتالي سيكون ذلك رادعاً له ومانعاً لحدوث الجريمة من الأساس. إضافة إلى ذلك سيقل عدد الموجودين بالسجون الذين تتحمل الدولة نفقات إعاشتهم وإطعامهم وكسوتهم داخل السجون.

تطبيق الشريعة الإسلامية له ضوابط لضمان تحقيق العدل وليس مجرد تنفيذ الحدود، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أسقط حد قطع يد السارق في عام المجاعة مما يدل على أن تطبيق الشريعة الإسلامية له هدف أسمى من مجرد تنفيذ الحكم فقط.

أخيراً.. هم يبكي وهم يضحك. تعليق أحد المواطنين في جريدة الأهرام على محاكمة ضباط الشرطة المتورطين في قتل الثوار:

" 38 - تعليق:........................... تاريخ: 18/10/2011 - 11:34

عجبت لاسر اشهداء... لماذا اسر يطلبون القصاص الا يكفيهم ان ابنهم شهداء وفى اعلى منزله عند الله "

بينما كنت نائماً ذات يوم حلمت أنه حدثت ثورة عظيمة في مصر بدأت يوم 25 يناير 2011، واستمرت حتى نجحت في إسقاط نظام الفاشي الفاشل المخلوع. كان شعب مصر يمتلئ فر حة وتفاؤلاً وانتماءً لمصر الجديدة. كان لكل مصري أمنياته التي يتمنى أن تتحقق في مصر. لأول مرة أحاول أن أعبر عن آمالي وطموحاتي عبر الكتابة على أحد المواقع الإلكترونية بعد أن كنت أقرأ فقط.

لقد غيرتنا الثورة جميعاً، فهي لم تكن ثورة جرت على أرض مصر فقط، بل كانت ثورة داخل النفوس أيضاً. لم تكن ثورة لتحرير الأرض، بل كانت ثورة لتحرير الإنسان.

عبرت عن آمالي وأحلامي فكتبت الموضوع التالي بعنوان "مصر بعد الثورة" بتاريخ 14فبراير 2011:

أخيراً سقط الجسد العجوز للنظام المتصابي بأيدي شباب مصر. سقط بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى. بدا في السابق عملاقاً ذو قبضة حديدية، ثم اتضح أنه فقاعة هواء ضخمة.. بالون لشبح ضخم. اقتربنا منه فرأيناه على حقيقته: دمية نفذت بطاريتها وتحتاج إلى استبدال هذه البطارية أو إعادة شحنها من جديد.

حتى عندما حاول النظام إعادة شحن بطاريته، نزعها ثم ثبتها هي نفسها مرة أخرى!!

انكشفت العورة السياسية لهذا النظام ولن تسترها أوراق توت الأرض منذ عهد آدم وحتى الآن.

قبل ثورة 25 يناير 2011 بدا النظام في مرحلة تخاريف الهرم وكان لابد من الحجر السياسي عليه. كان يحتضر ويتوهم أنه في عنفوان الشباب.. مغيباً عن الوعي.. يرقد في غرفة العناية المركزة ويتخيل أنه يسابق في مضمار السياسة ويحصل على المركز الأول، يحمل الكأس وحوله الجماهير تهتف له.

بدأت هذه الثورة يوم 25 يناير، يوم عيد الشرطة التي احتفلت بهذا العيد بفرقعة (البُمب) الحي على المتظاهرين المسالمين. كانت هذه الثورة بمثابة قبلة الحياة التي أنعشت الجسد المصري حتى أفاق من غيبوبته. أفاق يستنشق ثقة بالنفس، يتغذى إحساساً بالذات، وها هو الآن في مرحلة النقاهة السياسية.

بقيت له بعض الجولات السياسية مع نظام مبارك وحتماً سيفوز بها. فنظام مبارك قد سقط على الأرض وها هو حكم المباراة يعد عليه الآن: 6 ،5، 4...

* أتطلع وكثيرون مثلي أن نعيش في جمهورية مصر العربية. إحساس رائع وأنا أقول جمهورية مصر العربية وليس مصر مبارك.

* أتطلع أن أرى مجلساً للحكماء (خلاصة الخبرة والولاء لمصر) له سلطة تقويم رئيس الجمهورية - مسلماً كان أم مسيحياً - أو مساءلته أو محاسبته.

* أتطلع أن يكون رئيس الجمهورية رئيساً لشعب مصر بأكمله ولا يحق له أن يكون رئيساً لحزب معين.

* مدتان رئاسيتان (12 عاماً) كافيتان لأن يحقق فيهما أهدافه وطموحاته لخدمة شعب مصر.

* أتطلع أن يكون الوزير تنفيذياً فقط وليس عضواً بالبرلمان بجانب الوزارة.

* إستعادة وليس تأميم القطاع العام وذلك بإعادة بيعه للشعب ورد الأموال للملاك الحاليين (الأموال التي دفعوها فقط ويكفيهم ما حصدوه من مكاسب خلال الفترة الماضية).

* إنشاء بنك لإقراض شباب الخريجين بدون فوائد.

* التوسع في إنشاء مشروعات بنظام حق الانتفاع لفترات محددة ثم استعادة ملكيتها للشعب.

* أتطلع أن يختفي مفهوم أحزاب المعارضة من قاموس حياتنا ويحل محله مفهوم أحزاب التقويم التي تقوم أداء الحزب الحاكم لمصلحة الوطن وليس معارضته من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.

* أتطلع إلى 50% نواب ممثلين عن العمال والفلاحين وليس 50% نواب من العمال والفلاحين.

* أتطلع أن يكون القبول بالكليات العسكرية وكلية الشرطة بناءاً على القدرات البدنية والذهنية ومجموع الثانوية العامة وليس بناءً على مهنة الأب والأقارب والواسطة.

* همسة لوزير التربية والتعليم القادم بصفتي مدرساً:عند الحديث عن مشاكل التعليم المصري لا يوجد مشكلة اسمها مشكلة الدروس الخصوصية، ومن يحاربها فهو كمن يحارب طواحين الهواء. يوجد مشكلة اسمها تدني جودة التعليم ومن مظاهرها الدروس الخصوصية وغياب الطلاب عن المدارس.

ورأيي أن التوجه نحو التربية الإبداعية قد يساهم في الحل. لماذا لا نخصص حصة يقوم فيها الطالب بمحاولة عمل إبداعي في أي مجال بإشراف مدرسيه. نطلب منه البحث في الإنترنت عن موضوعات معينة. نربط بين دراسته والواقع. نجعل ما يدرسه حلاً لمشاكل تواجهه في حياته.

وأخيراً.. أتطلع أن يعاد بعث روح علمائنا العرب في مدارسنا وحياتنا. نحن عرب ولنا أن نفخر بهم وبأننا عرب.. مسلمين وأقباط. أتطلع أن تعود للغة العربية هيبتها وشموخها. فمهما أتقنا اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، مهما حشرناها في كلامنا رغماً عنها، مهما درسنا في المدارس والجامعات الأجنبية سنبقى عرب. مهما حاولنا خلع هويتنا العربية عن أجسادنا قد نصبح عرايا ولكن وأبداً لن يعطينا الغرب رداءاً يسترنا.

الآن، وبعد مرور ثمانية أشهر كاملة، بدأت أستيقط من الحلم على الواقع المرير. تيقنت أنه كان مجرد حلم حتى الآن، فنحن نعيش نفس الواقع المرير قبل سقوط المخلوع. لم يتحقق من أحلامي شئ. نفس نمط التفكير الذي كان سائداً للقيادة المصرية قبل الثورة هو نفسه بعد الثورة. نفس الإشادة بحكمة الرئيس التي تتمثل في البطء والسكون والجمود على أساس المبدأ الفاشل الذي يقول: "هتشتغل كتير هتغلط كتير وتبقى غلطان،هتشغتل قليل هتغلط قليل والناس هتفرح بيك". فما نراه الآن من بطء وتراخي المجلس العسكري الحاكم في اتخاذ القرارات يعكس الرغبة في الانتظار حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين يحكمان البلاد ويتحملان مسؤولية اتخاذ القرارات.

وعليه، يجب علينا جميعاً أن ننام حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين. أنا هانام. تصبحوا على خير.