إذا كنا مجتمعاً شرقياً متديناً - مسلمين ومسيحيين- فلماذا نصر أن نحول بلدنا إلى كباريه كبير لجذب السياح. لو شاهدنا بتركيز إعلانات السياحة قبل 25 يناير سنجد أنها تصلح دعاية لكباريه وليست دعاية لبلد ذوحضارة تضرب جذورها في الماضي وتمتد فروعها في الحاضر والمستقبل.
لماذا نُصر أن تكون الخمور والملاهي الليلية وصالات القمار هي مدخلنا إلى تنشيط السياحة في مصر؟!
لماذا لا يكون مدخلنا لتنشيط السياحة معتمداً على توفير مناخ صحي من النقاهة والثقافة والرقي؟ يمكننا تنشيط السياحة بعدة وسائل منها:
· أن نجعل مصر واحة للاستشفاء من آفات المجتماعات الغربية مثل الخمور والقمار مع الاستمتاع باستكشاف الحضارة المصرية القديمة ومعايشة حضارتنا الحديثة التي نشيدها في العصر الحديث.
· أن نتوسع في السياحة العلاجية حيث لدينا من الموارد والأماكن ذات الطبيعة الرائعة التي تؤهلنا لنصبح رواداً في هذا المجال.
· أن يكون شعارنا في تنشيط السياحة هو "سياحة بلا معصية" بأن نتبنى منهجاً وسطياً في التعامل مع السياح بلا إفراط أو تفريط، على سبيل المثال يمكن أن نحث السياح على لبس الملابس التي تستر أكثر مما تكشف مراعاة لطبيعة شعب مصر المتدين بطبعه مسلمين ومسيحيين.
· أن ندعو السياح لزيارة مصر لإحداث تغيير إيجابي في حياتهم وتجربة حياة جديدة نقية بلا خمور أو قمار مع الاستمتاع بروعة وسحر الطبيعة في مصر والاستمتاع بتراثها التاريخي, وأن نوضح لهم بأن طبيعة الشعب المصري المتدين تتفق على النقاء والطهارة النابعة من جوهر الأديان السماوية.
· أن نضع ضوابط لصناعة السياحة في مصر تجعل السائح يتمنى العودة لمصر مرات أخرى عن طريق حسن التعامل وتحقيق الأمن، وإبعاد الدخلاء عن مهنة السياحة الذين يسيئون لسمعة مصر، وقصر العمل في مجال السياحة على المحترفين الذين درسوا هذه الصناعة.
· أن نتبنى منهجاً متميزاً للسياحة في الشرق يرضي السائح ويرضي الخالق.
لا شك أن السياحة بوضعها الحالي تدر دخلاً كبيراً لمصر، لكن جزء من هذا الدخل يأتي من مصدر حرام نتيجة إباحة الخمور والقمار.
هل نقبل نحن المصريين – مسلمين ومسيحيين - كشعب متدين أن يكون جزء من مصدر دخلنا من مصدر يغضب الله عز وجل؟
لو زارك ضيف وأنت تعلم أنه يحب شرب الخمر هل ستقدمها له لأن إكرام الضيف واجب؟
لماذا يجب أن نكون دائماً تابعين للغرب؟ يشربون الخمور .. نقدمها لهم. يلعبون القمار.. ننشئ لهم صالات القمار. ولكن إذا منعوا هذه الأوبئة في بلادهم سنقتنع في هذه الحالة بخطورتها وسنمنعها في بلادنا.
لماذا نمنع المخدرات ونبيح تناول الخمور مع أن كلاهما يُذهب العقل ويسبب أضراراً صحية جسيمة؟ هل لأننا تابعون للغرب ونكتفي بالتبعية فقط؟
لماذا لا نكون بادئين ورواداً في إقامة حضارة نقية طاهرة. حضارة تقوم على تكريم العقل بدلاً من تدنيسه بالمُسكرات. حضارة تحترم العمل كسبب مقدس لكسب الرزق بدلاً من تيسير القمار.
حضارة ترتقي بضيوف مصر بدلاً من أن تتدنى بهم. حضارة تسعى لإرضاء الرزاق الوهاب الذي –حتماً- سيبارك لو قلت الأرزاق.