الجهاد في الأساس هو نقل فكرة عن طريق الإقناع كان يتعذر نقلها في الماضي إلا بالانتقال الجسدي إلى الآخر، فانطوي ذلك على قتال من يحولون دون وصول الفكرة للآخر ليقبلها أو يرفضها.
اليوم ليس هناك ما يحول دون نقل الفكرة، ولم نعد بحاجة دائمة إلى الانتقال الجسدي لنقلها. المهم هو كفاءتنا في إقناع الآخر بالفكرة بتطبيقها على أنفسنا. التطبيق الناجح للفكرة سيدفع الآخر للسعى إليها قبل أن نسعى بها إليه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون. قيل وكيف ذلك؟ قال بأخلاقكم».
وعندما عاد النبى «صلى الله عليه وسلم» من إحدى غزواته منتصراً، قال: «لقد جئنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.. قال الصحابة: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله. قال: «جهاد النفس».
الجهاد ليس إكراه الآخر على قبول الفكرة. . الجهاد هو الابتكار في إقناع الآخر بالفكرة.
قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) ) سورة يونس
وقال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)) سورة النحل
وقال تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)) سورة آل عمران.