بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 ديسمبر 2011


القارئ محمد عبد ربه يكتب: قل سأنتج لأخدم بلدي.. ولا تقل سأترشح لأخدم بلدي - منبر الشروق
عندما تسأل مرشحاً في أي مجال لماذا قمت بترشيح نفسك، تجد الرد المعتاد: ترشحت لأخدم بلدي.

أصبح لدي ولدى كثيرون غيري معتقد أن من يريد أن يخدم مصر فعليه أن يترشح، ومن يركز في عمله دون التفكير في الترشح هو شخص غير وطني لأننا ننظر إلى العمل على أنه مصدر لكسب لقمة العيش وليس أهم مصادر نهضة مصر.

هناك كثير من المصريين رأوا أن أفضل خدمة لمصر في الوقت الحاضر هي إتقان عملهم ليس فقط لكسب لقمة العيش،ولكن لأن إتقان العمل هو الطريق إلى نهضة مصر. 

للأسف تساهم وسائل إعلامنا في تعميق مفهوم الترشح كأسمى سبيل لخدمة مصر باهتمامها بإبراز أدق تفاصيل حياة المرشحين على أساس أن هؤلاء المرشحين هم فقط -وليس غيرهم- من يسعى إلى خدمة مصر وتحقيق الرخاء لمصر وتتجاهل الجنود المجهولون الذين هم سبب بقائنا في الحياة رغم الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة التي نعيشها.

علينا أن نفتش عن هؤلاء الجنود المجهولين ونجعلهم قدوة لنا حتى نتمكن من الاستمرار في الحياة، فالجندي المجهول الذي يتقي الله في عمله ويتقنه ويبدع فيه قد يكون موظفاً بسيطاً أو عاملاً في مصنع أو عامل نظافة أو طبيب أو مهندس أو أستاذ جامعي.. إلخ.

هذا الجندي المجهول رأى أن أفضل خدمة لبلده في هذه المرحلة هي العمل والإنتاج.


إلى أخي المسيحي:

نحن أبناء وطن واحد

فأنت أخي في الوطنية

أحبُ أن تكون مسلماً

لأني أرى الإسلام خير

وأنت تُحب أن أكون مسيحياً

لأنك ترى المسيحية خير

أنا أحب لك الخير

أنت تحب لي الخير

الله أعطاني عقلاً اخترت به الإسلام

الله أعطاك عقلاً اخترت به المسيحية

أنا احترم عقلك

أنت تحترم عقلي

أنا لم أدخل الجنة بعد

أنت لم تدخل الجنة بعد

إذن.. أنت أخي ما دامت تظلنا سماءٌ واحدة

ولندع الحكم لله في الآخرة

لا شك أن هناك اتجاه عام للحفاظ على نسبة 50% من نواب مجلس الشعب من العمال والفلاحين، ولكن هل المقصود بكلمة (من) هو أن هؤلاء النواب لابد أن يكونوا من العمال والفلاحين أم المقصود بها أن يكون هؤلاء النواب ممثلين عن العمال والفلاحين؟

كمواطن مصري يعيش في قرية بسيطة لاحظت التالي: عندما تواجه أحد الفلاحين غير المتعلمين مشكلة ما ويستشير فلاحاً مثله أجد الرد المعتاد "تعال نسأل فلان لأنه متعلم ومتنور وأكيد عنده حل". إذن المشكلة تكمن في نوعية من يقوم بتمثيل العمال والفلاحين بكفاءة وليس مجرد التواجد بالمجلس.

لماذا لا نترك الاختيار مفتوحاً أمام العمال والفلاحين ليختاروا ممثلين أكفاء عنهم سواء كان هؤلاء النواب من العمال أو الفلاحين أو الفئات؟ لماذا نعتبر أنفسنا أوصياء على العمال والفلاحين ونستثني فئة من المجتمع ربما يكون منهم من هو أكفأ في تمثيل هؤلاء العمال والفلاحين، فكثير من العمال في المصانع ربما يجدوا مهندسا له القدرة على تمثيلهم أفضل من عامل مثلهم، والفلاحون في القرى ربما يجدوا شخصاً متعلماً له القدرة على التعبير عن مطالبهم أفضل من فلاح مثلهم.

إن ترك الاختيار مفتوحاً أمام العمال والفلاحين لاختيار ممثلين عنهم بالمجلس سيؤدي إلى رفع كفاءة التمثيل النيابي بالبرلمان حيث سترتفع نسبة المتعلمين بالبرلمان وسيترتب عليه اتخاذ القرارات بشكل صحيح لصالح مصر كلها وليس لمصلحة فئة معينة.

  • إذا كنا نسلم بأن العالم قد أصبح قرية صغيرة، فإن قارة إفريقيا هي أسرة في هذه القرية، وعلى الرغم من امتلاك هذه الأسرة لثروة ضخمة من الموارد الطبيعية إلا أنها تعيش في فقر مدقع.

    حال هذه الأسرة كمن يمتلك مزرعة كبيرة على نهر وقد أهمل المزرعة وجلس على الطريق يسأل الناس قوت يومه.

    في هذه الأسرة تلعب مصر دور القائد المتعلم القادر على رسم المستقبل الأفضل لباقي أفراد الأسرة وذلك بما لديه من المؤهلات والخبرات العلمية والعملية التي تؤهله لهذا الدور.

    إذا كانت مصر هي القائد لهذه القارة، فهذا معناه أنه يقع على عاتقها مسؤوليات أكبر من باقي أعضاء الأسرة الأفريقية، فالقيادة عطاء وقيادة مصر لأفريقيا تفرض عليها العطاء دون بحث عن مقابل.

    أفضل ما يمكن أن تقدمه مصر لأفريقيا هو التعليم، فالتعليم في أفريقيا هو مسؤولية مصرية لا يجوز التنصل منها، بل يجب أن تضاف إلى باقي مسؤوليات مصر، بل ويجب على مصر أن تخصص ميزانية لتعليم الشعوب الأفريقية.

    ترى الشعوب الأفريقية في مصر قائداً للقارة، وإذا تخلت مصر عن هذا الدور فبالتأكيد ستبحث هذه الشعوب عن قائد آخر لديه القدرة على العطاء، وربما يكون القائد البديل هو إسرائيل التي تثبت أقدامها بشكل ملحوظ في أفريقيا.

    يمكن أن يشمل مشروع نهضة إفريقيا تعليمياً بأيد مصرية إنشاء عدد من المدارس وفروع للجامعات المصرية في بعض الدول المؤهلة لذلك حالياً، ثم يتبعها باقي الدول إلى أن تغطي مظلة التعليم المصري كافة أفريقيا.

    إن قيام مصر بالقيام بهذا الدور الرائد سيمكن مصر من إعادة اكتشاف كنوز أفريقيا وإنشاء مشروعات اقتصادية في القارة الواعدة، مما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد المصري.

  • .

    وأخيراً سقط الجسد العجوز للنظام المتصابي بأيدي شباب مصر. سقط بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى. بدا في السابق عملاقاً ذو قبضة حديدية، ثم اتضح أنه فقاعة هواء ضخمة.. بالون لشبح ضخم. اقتربنا منه فرأيناه على حقيقته: دمية نفذت بطاريتها وتحتاج إلى استبدال هذه البطارية أو إعادة شحنها من جديد.
    حتى عندما حاول النظام إعادة شحن بطاريته، نزعها ثم ثبتها هي نفسها مرة أخرى!!
    انكشفت العورة السياسية لهذا النظام ولن تسترها أوراق توت الأرض منذ عهد آدم وحتى الآن.
    قبل ثورة 25 يناير 2011 بدا النظام في مرحلة تخاريف الهرم وكان لابد من الحجر السياسي عليه. كان يحتضر ويتوهم أنه في عنفوان الشباب.. مغيباً عن الوعي.. يرقد في غرفة العناية المركزة ويتخيل أنه يسابق في مضمار السياسة ويحصل على المركز الأول، يحمل الكأس وحوله الجماهير تهتف له.
    بدأت هذه الثورة يوم 25 يناير، يوم عيد الشرطة التي احتفلت بهذا العيد بفرقعة (البمب) الحي على المتظاهرين المسالمين. كانت هذه الثورة بمثابة قبلة الحياة التي أنعشت الجسد المصري حتى أفاق من غيبوبته. أفاق يستنشق ثقة بالنفس، يتغذى إحساساً بالذات، وها هو الآن في مرحلة النقاهة السياسية.
    بقيت له بعض الجولات السياسية مع نظام مبارك وحتماً سيفوز بها. فنظام مبارك قد سقط على الأرض وها هو حكم المباراة يعد عليه  الآن: 6 ،5، 4...
         * أتطلع وكثيرون مثلي أن نعيش في جمهورية مصر العربية. إحساس رائع وأنا أقول جمهورية مصر العربية وليس مصر مبارك.
         * أتطلع أن أرى مجلساً للحكماء (خلاصة خبرة وولاء مصر) له سلطة تقويم رئيس الجمهورية - مسلماً كان أم مسيحياً - أو مساءلته أو محاسبته.
         * أتطلع أن يكون رئيس الجمهورية رئيساً لشعب مصر بأكمله ولا يحق له أن يكون رئيساً لحزب معين.
         * مدتان رئاسيتان (12 عاماً) كافيتان لأن يحقق فيهما أهدافه وطموحاته لخدمة شعب مصر.
         * أتطلع أن يكون الوزير تنفيذياً فقط وليس عضواً بالبرلمان بجانب الوزارة.
         * إستعادة وليس تأميم القطاع العام وذلك بإعادة بيعه للشعب ورد الأموال للملاك الحاليين (الأموال التي دفعوها فقط ويكفيهم ما حصدوه من مكاسب خلال الفترة الماضية).
         * إنشاء بنك لإقراض شباب الخريجين بدون فوائد.
         * التوسع في إنشاء مشروعات بنظام حق الانتفاع لفترات محددة ثم استعادة ملكيتها للشعب.
         * أتطلع أن يختفي مفهوم أحزاب المعارضة من قاموس حياتنا ويحل محله مفهوم أحزاب التقويم التي تقوم أداء الحزب الحاكم لمصلحة الوطن وليس معارضته من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.
         * أتطلع إلى 50% نواب ممثلين عن العمال والفلاحين وليس 50% نواب من العمال والفلاحين.
         * أتطلع أن يكون القبول بالكليات العسكرية وكلية الشرطة بناءاً على القدرات البدنية والذهنية ومجموع الثانوية العامة وليس بناءً على مهنة الأب والأقارب والواسطة.
    وأخيراً .. همسة لوزير التربية والتعليم القادم بصفتي مدرساً:
    عند الحديث عن مشاكل التعليم المصري لا يوجد مشكلة اسمها مشكلة الدروس الخصوصية، ومن يحاربها فهو كمن يحارب طواحين الهواء. يوجد مشكلة اسمها تدني جودة التعليم ومن مظاهرها الدروس الخصوصية وغياب الطلاب عن المدارس.
    ورأيي أن التوجه نحو التربية الإبداعية قد يساهم في الحل. لماذا لا نخصص حصة يقوم فيها الطالب بمحاولة عمل إبداعي في أي مجال بإشراف مدرسيه. نطلب منه البحث في الإنترنت عن موضوعات معينة. نربط بين دراسته والواقع. نجعل ما يدرسه حلاً لمشاكل تواجهه في حياته.
    وأخيراً.. أتطلع أن يعاد بعث روح علمائنا العرب في مدارسنا وحياتنا. نحن عرب ولنا أن نفخر بهم وبأننا عرب.. مسلمين وأقباط. أتطلع أن تعود للغة العربية هيبتها وشموخها. فمهما أتقنا اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، مهما حشرناها في كلامنا رغماً عنها، مهما درسنا في المدارس والجامعات الأجنبية سنبقى عرب. مهما حاولنا خلع هويتنا العربية عن أجسادنا قد نصبح عرايا ولكن وأبداً لن يعطينا الغرب رداءاً يسترنا.