بينما كنت نائماً ذات يوم حلمت أنه حدثت ثورة عظيمة في مصر بدأت يوم 25 يناير 2011، واستمرت حتى نجحت في إسقاط نظام الفاشي الفاشل المخلوع. كان شعب مصر يمتلئ فر حة وتفاؤلاً وانتماءً لمصر الجديدة. كان لكل مصري أمنياته التي يتمنى أن تتحقق في مصر. لأول مرة أحاول أن أعبر عن آمالي وطموحاتي عبر الكتابة على أحد المواقع الإلكترونية بعد أن كنت أقرأ فقط.
لقد غيرتنا الثورة جميعاً، فهي لم تكن ثورة جرت على أرض مصر فقط، بل كانت ثورة داخل النفوس أيضاً. لم تكن ثورة لتحرير الأرض، بل كانت ثورة لتحرير الإنسان.
عبرت عن آمالي وأحلامي فكتبت الموضوع التالي بعنوان "مصر بعد الثورة" بتاريخ 14فبراير 2011:
أخيراً سقط الجسد العجوز للنظام المتصابي بأيدي شباب مصر. سقط بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى. بدا في السابق عملاقاً ذو قبضة حديدية، ثم اتضح أنه فقاعة هواء ضخمة.. بالون لشبح ضخم. اقتربنا منه فرأيناه على حقيقته: دمية نفذت بطاريتها وتحتاج إلى استبدال هذه البطارية أو إعادة شحنها من جديد.
حتى عندما حاول النظام إعادة شحن بطاريته، نزعها ثم ثبتها هي نفسها مرة أخرى!!
انكشفت العورة السياسية لهذا النظام ولن تسترها أوراق توت الأرض منذ عهد آدم وحتى الآن.
قبل ثورة 25 يناير 2011 بدا النظام في مرحلة تخاريف الهرم وكان لابد من الحجر السياسي عليه. كان يحتضر ويتوهم أنه في عنفوان الشباب.. مغيباً عن الوعي.. يرقد في غرفة العناية المركزة ويتخيل أنه يسابق في مضمار السياسة ويحصل على المركز الأول، يحمل الكأس وحوله الجماهير تهتف له.
بدأت هذه الثورة يوم 25 يناير، يوم عيد الشرطة التي احتفلت بهذا العيد بفرقعة (البُمب) الحي على المتظاهرين المسالمين. كانت هذه الثورة بمثابة قبلة الحياة التي أنعشت الجسد المصري حتى أفاق من غيبوبته. أفاق يستنشق ثقة بالنفس، يتغذى إحساساً بالذات، وها هو الآن في مرحلة النقاهة السياسية.
بقيت له بعض الجولات السياسية مع نظام مبارك وحتماً سيفوز بها. فنظام مبارك قد سقط على الأرض وها هو حكم المباراة يعد عليه الآن: 6 ،5، 4...
* أتطلع وكثيرون مثلي أن نعيش في جمهورية مصر العربية. إحساس رائع وأنا أقول جمهورية مصر العربية وليس مصر مبارك.
* أتطلع أن أرى مجلساً للحكماء (خلاصة الخبرة والولاء لمصر) له سلطة تقويم رئيس الجمهورية - مسلماً كان أم مسيحياً - أو مساءلته أو محاسبته.
* أتطلع أن يكون رئيس الجمهورية رئيساً لشعب مصر بأكمله ولا يحق له أن يكون رئيساً لحزب معين.
* مدتان رئاسيتان (12 عاماً) كافيتان لأن يحقق فيهما أهدافه وطموحاته لخدمة شعب مصر.
* أتطلع أن يكون الوزير تنفيذياً فقط وليس عضواً بالبرلمان بجانب الوزارة.
* إستعادة وليس تأميم القطاع العام وذلك بإعادة بيعه للشعب ورد الأموال للملاك الحاليين (الأموال التي دفعوها فقط ويكفيهم ما حصدوه من مكاسب خلال الفترة الماضية).
* إنشاء بنك لإقراض شباب الخريجين بدون فوائد.
* التوسع في إنشاء مشروعات بنظام حق الانتفاع لفترات محددة ثم استعادة ملكيتها للشعب.
* أتطلع أن يختفي مفهوم أحزاب المعارضة من قاموس حياتنا ويحل محله مفهوم أحزاب التقويم التي تقوم أداء الحزب الحاكم لمصلحة الوطن وليس معارضته من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.
* أتطلع إلى 50% نواب ممثلين عن العمال والفلاحين وليس 50% نواب من العمال والفلاحين.
* أتطلع أن يكون القبول بالكليات العسكرية وكلية الشرطة بناءاً على القدرات البدنية والذهنية ومجموع الثانوية العامة وليس بناءً على مهنة الأب والأقارب والواسطة.
* همسة لوزير التربية والتعليم القادم بصفتي مدرساً:عند الحديث عن مشاكل التعليم المصري لا يوجد مشكلة اسمها مشكلة الدروس الخصوصية، ومن يحاربها فهو كمن يحارب طواحين الهواء. يوجد مشكلة اسمها تدني جودة التعليم ومن مظاهرها الدروس الخصوصية وغياب الطلاب عن المدارس.
ورأيي أن التوجه نحو التربية الإبداعية قد يساهم في الحل. لماذا لا نخصص حصة يقوم فيها الطالب بمحاولة عمل إبداعي في أي مجال بإشراف مدرسيه. نطلب منه البحث في الإنترنت عن موضوعات معينة. نربط بين دراسته والواقع. نجعل ما يدرسه حلاً لمشاكل تواجهه في حياته.
وأخيراً.. أتطلع أن يعاد بعث روح علمائنا العرب في مدارسنا وحياتنا. نحن عرب ولنا أن نفخر بهم وبأننا عرب.. مسلمين وأقباط. أتطلع أن تعود للغة العربية هيبتها وشموخها. فمهما أتقنا اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، مهما حشرناها في كلامنا رغماً عنها، مهما درسنا في المدارس والجامعات الأجنبية سنبقى عرب. مهما حاولنا خلع هويتنا العربية عن أجسادنا قد نصبح عرايا ولكن وأبداً لن يعطينا الغرب رداءاً يسترنا.
الآن، وبعد مرور ثمانية أشهر كاملة، بدأت أستيقط من الحلم على الواقع المرير. تيقنت أنه كان مجرد حلم حتى الآن، فنحن نعيش نفس الواقع المرير قبل سقوط المخلوع. لم يتحقق من أحلامي شئ. نفس نمط التفكير الذي كان سائداً للقيادة المصرية قبل الثورة هو نفسه بعد الثورة. نفس الإشادة بحكمة الرئيس التي تتمثل في البطء والسكون والجمود على أساس المبدأ الفاشل الذي يقول: "هتشتغل كتير هتغلط كتير وتبقى غلطان،هتشغتل قليل هتغلط قليل والناس هتفرح بيك". فما نراه الآن من بطء وتراخي المجلس العسكري الحاكم في اتخاذ القرارات يعكس الرغبة في الانتظار حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين يحكمان البلاد ويتحملان مسؤولية اتخاذ القرارات.
وعليه، يجب علينا جميعاً أن ننام حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين. أنا هانام. تصبحوا على خير.
لقد غيرتنا الثورة جميعاً، فهي لم تكن ثورة جرت على أرض مصر فقط، بل كانت ثورة داخل النفوس أيضاً. لم تكن ثورة لتحرير الأرض، بل كانت ثورة لتحرير الإنسان.
عبرت عن آمالي وأحلامي فكتبت الموضوع التالي بعنوان "مصر بعد الثورة" بتاريخ 14فبراير 2011:
أخيراً سقط الجسد العجوز للنظام المتصابي بأيدي شباب مصر. سقط بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى. بدا في السابق عملاقاً ذو قبضة حديدية، ثم اتضح أنه فقاعة هواء ضخمة.. بالون لشبح ضخم. اقتربنا منه فرأيناه على حقيقته: دمية نفذت بطاريتها وتحتاج إلى استبدال هذه البطارية أو إعادة شحنها من جديد.
حتى عندما حاول النظام إعادة شحن بطاريته، نزعها ثم ثبتها هي نفسها مرة أخرى!!
انكشفت العورة السياسية لهذا النظام ولن تسترها أوراق توت الأرض منذ عهد آدم وحتى الآن.
قبل ثورة 25 يناير 2011 بدا النظام في مرحلة تخاريف الهرم وكان لابد من الحجر السياسي عليه. كان يحتضر ويتوهم أنه في عنفوان الشباب.. مغيباً عن الوعي.. يرقد في غرفة العناية المركزة ويتخيل أنه يسابق في مضمار السياسة ويحصل على المركز الأول، يحمل الكأس وحوله الجماهير تهتف له.
بدأت هذه الثورة يوم 25 يناير، يوم عيد الشرطة التي احتفلت بهذا العيد بفرقعة (البُمب) الحي على المتظاهرين المسالمين. كانت هذه الثورة بمثابة قبلة الحياة التي أنعشت الجسد المصري حتى أفاق من غيبوبته. أفاق يستنشق ثقة بالنفس، يتغذى إحساساً بالذات، وها هو الآن في مرحلة النقاهة السياسية.
بقيت له بعض الجولات السياسية مع نظام مبارك وحتماً سيفوز بها. فنظام مبارك قد سقط على الأرض وها هو حكم المباراة يعد عليه الآن: 6 ،5، 4...
* أتطلع وكثيرون مثلي أن نعيش في جمهورية مصر العربية. إحساس رائع وأنا أقول جمهورية مصر العربية وليس مصر مبارك.
* أتطلع أن أرى مجلساً للحكماء (خلاصة الخبرة والولاء لمصر) له سلطة تقويم رئيس الجمهورية - مسلماً كان أم مسيحياً - أو مساءلته أو محاسبته.
* أتطلع أن يكون رئيس الجمهورية رئيساً لشعب مصر بأكمله ولا يحق له أن يكون رئيساً لحزب معين.
* مدتان رئاسيتان (12 عاماً) كافيتان لأن يحقق فيهما أهدافه وطموحاته لخدمة شعب مصر.
* أتطلع أن يكون الوزير تنفيذياً فقط وليس عضواً بالبرلمان بجانب الوزارة.
* إستعادة وليس تأميم القطاع العام وذلك بإعادة بيعه للشعب ورد الأموال للملاك الحاليين (الأموال التي دفعوها فقط ويكفيهم ما حصدوه من مكاسب خلال الفترة الماضية).
* إنشاء بنك لإقراض شباب الخريجين بدون فوائد.
* التوسع في إنشاء مشروعات بنظام حق الانتفاع لفترات محددة ثم استعادة ملكيتها للشعب.
* أتطلع أن يختفي مفهوم أحزاب المعارضة من قاموس حياتنا ويحل محله مفهوم أحزاب التقويم التي تقوم أداء الحزب الحاكم لمصلحة الوطن وليس معارضته من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.
* أتطلع إلى 50% نواب ممثلين عن العمال والفلاحين وليس 50% نواب من العمال والفلاحين.
* أتطلع أن يكون القبول بالكليات العسكرية وكلية الشرطة بناءاً على القدرات البدنية والذهنية ومجموع الثانوية العامة وليس بناءً على مهنة الأب والأقارب والواسطة.
* همسة لوزير التربية والتعليم القادم بصفتي مدرساً:عند الحديث عن مشاكل التعليم المصري لا يوجد مشكلة اسمها مشكلة الدروس الخصوصية، ومن يحاربها فهو كمن يحارب طواحين الهواء. يوجد مشكلة اسمها تدني جودة التعليم ومن مظاهرها الدروس الخصوصية وغياب الطلاب عن المدارس.
ورأيي أن التوجه نحو التربية الإبداعية قد يساهم في الحل. لماذا لا نخصص حصة يقوم فيها الطالب بمحاولة عمل إبداعي في أي مجال بإشراف مدرسيه. نطلب منه البحث في الإنترنت عن موضوعات معينة. نربط بين دراسته والواقع. نجعل ما يدرسه حلاً لمشاكل تواجهه في حياته.
وأخيراً.. أتطلع أن يعاد بعث روح علمائنا العرب في مدارسنا وحياتنا. نحن عرب ولنا أن نفخر بهم وبأننا عرب.. مسلمين وأقباط. أتطلع أن تعود للغة العربية هيبتها وشموخها. فمهما أتقنا اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، مهما حشرناها في كلامنا رغماً عنها، مهما درسنا في المدارس والجامعات الأجنبية سنبقى عرب. مهما حاولنا خلع هويتنا العربية عن أجسادنا قد نصبح عرايا ولكن وأبداً لن يعطينا الغرب رداءاً يسترنا.
الآن، وبعد مرور ثمانية أشهر كاملة، بدأت أستيقط من الحلم على الواقع المرير. تيقنت أنه كان مجرد حلم حتى الآن، فنحن نعيش نفس الواقع المرير قبل سقوط المخلوع. لم يتحقق من أحلامي شئ. نفس نمط التفكير الذي كان سائداً للقيادة المصرية قبل الثورة هو نفسه بعد الثورة. نفس الإشادة بحكمة الرئيس التي تتمثل في البطء والسكون والجمود على أساس المبدأ الفاشل الذي يقول: "هتشتغل كتير هتغلط كتير وتبقى غلطان،هتشغتل قليل هتغلط قليل والناس هتفرح بيك". فما نراه الآن من بطء وتراخي المجلس العسكري الحاكم في اتخاذ القرارات يعكس الرغبة في الانتظار حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين يحكمان البلاد ويتحملان مسؤولية اتخاذ القرارات.
وعليه، يجب علينا جميعاً أن ننام حتى يأتي رئيس ومجلس شعب منتخبين. أنا هانام. تصبحوا على خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق