في العاشر من محرم كل عام يحيي الشيعة ذكرى
استشهاد سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما. ففي العاشر من محرم عام
61هـ، ارتكب جيش يزيد بن معاوية جريمته الشنعاء بقتل الحسين رضي الله عنه في موقعة
كربلاء. وإحياءً لهذه الذكرى الأليمة على نفوس المسلمين، يحرص الشيعة على إقامة
طقوس مختلفة تعبر عن الندم لتقاعسهم عن نصرة الحسين. المؤسف أن هذه الطقوس تتضمن
ارتكاب أفعال كثيرة يحرمها ديننا الحنيف مثل اللطم وإيذاء النفس بأشكال مختلفة.
أحد مظاهر إحياء هذه الذكرى هي حمل أعلام وارتداء
شارات مكتوب عليها "يا لثارات الحسين". فرغم استشهاد الحسين رضي الله
عنه منذ أكثر من 1300 عام، ورغم أن من قتلوه قد ماتوا أو قُتلوا هم وأبناءهم
وأحفادهم وأحفاد أحفادهم، إلا أن الشيعة ما زالوا ينادون بطلب الثأر لمقتل الحسين.
هنا يثور سؤالٌ باحثاً عن إجابة: ممن يطلب الشيعة ثأرهم؟!
إجابة السؤال تعلن عن نفسها بوضوح في كتب أئمة
وفقهاء العقيدة الشيعية. تبدأ الإجابة بتعريف أهل السنة في العقيدة الشيعية. يُطلق
الشيعة في كتبهم على أهل السنة "النواصب" ومفرده "الناصب أو
الناصبي". والناصب هو من يقدم أحداً من الصحابة على سيدنا علي في إمامة
المسلمين.
يقول (الشيخ (حسين آل عصفور البحراني) في كتابه
(المحاكم النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية): " ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي عليه
السلام غيره سواء أعلنت بالعداوة لهم أو لشيعتهم أم لا".
ويقول (السيد نعمة الله الجزائري) في كتابه
(الأنوار النعمانية): "الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على
أبي حنيفة وأمثاله، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام
بل كان له إنقطاع إليهم، وكان يظهر لهم التودد. نعم كان يخالف آرائهم ويقول قال
عليّ وأنا أقول، ومن هذا يقوي قول السيد المرتضى وإبن إدريس قدّس الله روحيهما
وبعض مشائخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم، نظراً إلى إطلاق الكفر والشرك
عليهم في الكتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق".
معنى ذلك أن كل من يخالف
الشيعة في عقيدتهم -ومنهم نحن أهل السنة-هو نجس وكافر ومشرك. ويقودنا ذلك للبحث عن إجابة للسؤال
التالي: ما هو المنظور الذي يتعامل به الشيعة مع النواصب (أهل السنة) كما تخبرنا
كتبهم؟
· يقول
الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة": (والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في
إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، و بأي
نحو كان و وجوب إخراج خمسه).
· وفي
كتابه (الأنوار النعمانية) يقول (السيد نعمة الجزائري): "روى الصدوق طاب ثراه
في العلل مسنداً إلى داود بن فرقد قال قلت لأبي عبدالله عليه السلام ما تقول في
قتل الناصب؟ قال حلال الدم لكنّي أتّقي عليك؛ فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو
تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل، فقلت فما ترى في ماله؟ قال خذه ما
قدرت".
· وفي
كتابه (حق اليقين في معرفة أصول الدين) يقول (السيد عبدالله شبر): "وقال
الشيخ المفيد في كتاب المسائل أتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة
وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار
وقال في موضع آخر اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار وأن على الإمام أن
يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم فإن تابوا من بدعهم
وصاروا إلى الصواب وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان وإن مات أحدهم على ذلك فهو من أهل
النار".
وأخيراً تكتمل الصورة بالإجابة على السؤال التالي:
متى سيثأر الشيعة -منا أهل السنة- لمقتل الحسين؟ تخبرنا كتب الشيعة أن الثأر مؤجل
لحين ظهور القائم (المهدي المنتظر) لأنه هو الذي سيبدأ بالجهاد ضد من يخالف الشيعة
في العقيدة.
يقول (الخميني) في كتابه (تحرير الوسيلة):
"في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه العامة
– وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء-مقامه في إجراء السياسات وسائر ما
للإمام عليه السلام إلا البدأة بالجهاد".
إن ثأر الشيعة سوف يكون منا أهل السنة جميعاً
لأننا لا نؤمن بالعقيدة الشيعية التي ترى أن سيدنا علي رضي الله عنه كان أحق
بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
أجمعين. ثأرهم سيكون منا أهل السنة لأننا وفقاً للعقيدة الشيعية: كفار، مشركين،
دمنا مستباح، وقتلنا حلال.
هنا يمكننا القول بأن التشيع هو عقيدة تختلف بشكل
جوهري عن عقيدة أهل السنة والجماعة وإن تشابهت معها ظاهرياً في أداء بعض الشعائر،
إلا أنها ليست مذهباً من مذاهب الإسلام.
يقول الخميني في كتابه ( كشف الأسرار): "نحن نعبد إلهاً نعرف أن أعماله
ترتكز على أساس العقل ولا يعمل عملاً يخالف العقل، لا إلهاً يبني بناء
شامخاً من التألّه والعدالة والتدين، ثم يخربه بيده ويعطي الإمارة ليزيد ومعاوية
وعثمان وأمثالهم من المهاجمين ولا يحدد المطلوب من الناس بعد النبي إلى الأبد حتى
لا يساعد في تأسيس بناء الظلم والجور".
و يقول (محمد بن باقر
المجلسي) في كتابه (بحار الأنوار): "عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن
الحسين عليه السلام قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته فقلت: إن لي عليك حقاً
ألا تخبرني عن هذين الرجلين: عن أبي بكر وعمر؟ فقال كافران، كافر من أحبهما."
ويقول (محمد صادق الروحاني)
رداً على سؤال عن "مصحف فاطمة"على موقعه الإلكتروني: "عن الإمام
الصادق (ع) مصحف فاطمة (ع) فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم
حرف واحد – وليس فيه من حلال ولا حرام ولكن فيه علم ما يكون والآن ذلك المصحف عند
الإمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف."
كما يذكر (محمد بن علي بن
بابويه القمي) التشيع صراحة في كتابه (الاعتقادات) بأنه "دين الإمامية".
ومن بين ما جاء في هذا الكتاب:
• "وليس
في الأنبياء خير من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا في الأوصياء أفضل
من أوصيائه، ولا في الاُمم أفضل من هذه الاُمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة
دون غيرهم، ولا في الأشرار شرّ من أعدائهم والمخالفين لهم."
• "وقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( من جحد عليّاً إمامته بعدي فقد جحد نبوّتي،
ومن جحد نبوّتي فقد جحد الله ربوبيته."
• "وقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، من أنكر
واحداً منهم فقد أنكرني."
• "والتقيّة
واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم عليه السلام، فمن تركها قبل خروجه فقد
خرج عن دين الله ودين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمّة."
رغم كل ما سبق ذكره، لا يمكن الحكم بأن جميع طوائف
الشيعة متساوون في درجة اختلافهم مع أهل السنة. المؤكد هو أن الاختلاف في العقيدة موجود
ولكن بدرجات مختلفة، فالحديث هنا هو عن العقيدة الشيعية بشكل عام كما يقدمها معظم
أئمة وعلماء الشيعة في كتبهم ومواعظهم.
في العصر الحديث، فرضت العقيدة الشيعية نفوذها على
سياسة بعض الدول التي تعتنقها وخاصة دولة إيران. فالدستور الإيراني ينص في المادة
الثانية عشرة على أن:
"الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب
الجعفري الاثنا عشر، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير. وأما المذاهب
الإسلامية الأخرى، والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي
فإنها تتمتع باحترام كامل، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب
فقههم، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال
الشخصية (الزواج والطلاق والإرث والوصية)، وما يتعلق بها من دعاوى المحاكم. وفي كل
منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة ـ
في حدود صلاحيات مجالس الشورى ـ تكون وفق ذلك المذهب، هذا مع الحفاظ على حقوق
أتباع المذاهب الأخرى."
معنى ذلك أن إيران قد قصرت هويتها الإسلامية على
المذهب الجعفري الاثنا عشري وليس الدين الإسلامي بشكل عام، فلماذا الهرولة
والارتماء في أحضان جمهورية إيران الشيعية؟ إيران التي تساند نظام بشار الأسد في
إبادة إخواننا من أهل السنة في سوريا؛ إيران التي تخالف دستورها فتظلم وتعذب وتقتل
أهل السنة من مواطنيها.
من وجهة نظري، أرى أن إيران والكيان الصهيوني هما
وجهان لعملة واحدة؛ فإيران تسمي نفسها دولة إسلامية مع أنها لا تعترف إلا بالمذهب
الجعفري الاثنا عشري، وتتعامل مع باقي المذاهب الإسلامية على أنها تخص ديناً آخر
حيث تقوم باضطهاد وتشريد أهل السنة في إيران. وعلى نفس النمط يُسمي الكيان الصهيوني
نفسه دولة إسرائيل مع أن إسرائيل هو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام الذي يقوم
الكيان الصهيوني بتدنيس اسمه بإلصاقه بجرائم الاضطهاد والإبادة التي يرتكبها في حق
إخواننا الفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك يرفع الشيعة شعار "يالثارات
الحسين" محفوراً على أعلامهم التي يحملونها في المناسبات الدينية تذكيراً
وتجديداً للالتزام بالثأر من قتلة سيدنا الحسين رضي الله عنه، والذي تخبرنا كتبهم
بأن ثأرهم سوف يكون منا أهل السنة. وعلى نفس النمط يرفع الكيان الصهيوني خطين
أزرقين على علم الدولة الرسمي يقول عنهما أنهما يرمزان إلى شال الصلاة اليهودية ذو
اللون السماوي (الطاليت)، بينما تدل الممارسات الفعلية لهذا الكيان الغاصب على أن
هذين الخطين الأزرقين يرمزان إلى نهري النيل والفرات اللذان يمثلان حدود دولة
إسرائيل الكبرى وفقاً للمعتقدات اليهودية.
إذا كنا نتعامل مع الكيان الصهيوني على أنه عدو
أقمنا معه معاهدة سلام، ونرفض-في نفس الوقت- أي لون من ألوان التطبيع معه، فعلى نفس النمط، يجب
ألا نلهث وراء نمو علاقتنا مع إيران بأكثر من هذا الإطار السلمي الخالي من أي لون
من ألوان التطبيع. إن توجيه الدفة نحو الكيان الصهيوني أو إيران يُعد إبحاراً نحو
أنظمة تمد يداً بالسلام، بينما تمسك اليد الأخرى خنجراً يتحين الفرصة المناسبة
ليستقر في صدورنا.
رغم النقد السابق للعقيدة الشيعية، فقد تعرفت على بعض زملاء العمل من الشيعة، وكانت تربطني بهم علاقات صداقة وأخوة حقيقية ولا أتوقع منهم أن يضمروا لنا نوعاً من الشر، لكن يبقى ما ورد في كتبهم وعلى ألسنة علمائهم حجراً عثرة في طريق وحدة المسلمين.
ختاماً: شكر خاص لموقع دليل حقائق الرافضة ( http://www.dhr12.com/ ) الذي يعرض صفحات من
كتب أئمة الشيعة حصلت منها على معظم الاقتباسات.